بقيع الغرقد
اختارها النبي ﷺ لتكون أول منازل الآخرة لأصحابه، فيها يدفنون ومنها يحشرون، فدفن فيها 10 آلاف من أصحابه الكرام، ولكثرة من دفن فيها من الصالحين سموها: جنة البقيع.
بقعة مهيبة اكتنزت أشد اللحظات على رسول الله وصحابته الكرام، وظهر فيها صدق إيمان الصحابة رضي الله عنهم، في أحداث عظام خلدها القرآن وانتهت بنصر مظفر لرسول الله ومن معه.
الخندق اسم للأخدود الذي حفره رسول الله والمسلمون معه لحماية المدينة من المشركين من قريش والقبائل التي تحالفت معهم.
وسميت الغزوة التي حصلت على جانبيه غزوة الأحزاب التي خلد القرآنردود أفعال الفريقين فيها، ومشاعرهم وما كان يدور في أعماقهم، وما أعقب ذلك من نصر عظيم لرسول الله ﷺ غيّر الموازين تماماً، حتى قال النبي ﷺ بعد رجوع الأحزاب خائبين: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم)، وكان ذلك سنة 5 هـ.
اتفق رأي أعداء رسول الله للقضاء على الإسلام والمسلمين، فتجمع عشرة آلاف مقاتلمنهم.فاستشار النبي ﷺ أصحابه، فأشار إليه الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق، ولم يكن ذلك معروفًا عند العرب، فهي طريقة كان الفرس يعملونها في بلادهم إذا هجم عليهم العدو، فأخذ الرسول ﷺ بمشورته، وحفر في الجهة الشمالية لأنها الجهة المكشوفة، وبقية جهات المدينة محصنة بالجبال والحرات والمزارع والبيوت المتشابكة.
يقع الخندق في شمال المدينة، على بعد حوالي 2,500 متر تقريباً من المسجد النبوي.
ويمتد الخندق من الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية، وبدايته من منطقة الشيخين.
ويمر الخندق شمال (مسجد الراية) على طريق عثمان بن عفان، مرورًا بـمحاذاة (جبل سلع) وفيه اليوم مسجد الفتح، وينتهي الخندق إلى منطقة المذاد.
وطول الخندق تقريبًا: (5,544 مترًا)، وعرضه (4 أمتار) قريبًا من (5 أمتار)، وعمقه (3 أمتار) مع ملاحظة أن تراب الخندق شكل ساترًا من جهة المسلمين.
اندرس الخندق منذ زمن بعيد وبقيت بعض المعالم التي تكتنز المعاني وتذكر بتلك القصص الخالدة ومن أهمها:
يناسب المكان الزوار من مختلف دول العالم، للاطلاع على معالم السيرة النبوية، ومشاهدة الآثار المتبقية حول الخندق، واستحضار الغزوة التي خاضها المسلمون في هذا المكان.