الخندق
بقعة مهيبة اكتنزت أشد اللحظات على رسول الله وصحابته الكرام، وظهر فيها صدق إيمان الصحابة رضي الله عنهم، في أحداث عظام خلدها القرآن وانتهت بنصر مظفر لرسول الله ومن معه.
اختارها النبي ﷺ لتكون أول منازل الآخرة لأصحابه، فيها يدفنون ومنها يحشرون، فدفن فيها 10 آلاف من أصحابه الكرام، ولكثرة من دفن فيها من الصالحين سموها: جنة البقيع.
كان البقيع قطعة من الأرض تنبت فيها شجيرات الغرقد، خارج المدينةفي ذلك الزمن، شرق المسجد النبوي، وقد جعله النبي ﷺ مقبرة للمسلمين، فأزيلت شجيراته للدفن مكانها، ومع تطور المدينة وتوسع عمرانها صار البقيع اليوم في وسطها، يزوره أهلها وزوارها للاعتبار وتذكر الآخرة والسلام على من دفن فيه والدعاء لهم.
دُفن في البقيع 10 آلاف من الصحابة، منهم بعض أمهات المؤمنين، وبنات النبي ﷺ، وابنه إبراهيم، وعثمان بن عفان من الخلفاء الراشدين، وكان رسول الله ﷺ يزور البقيع ويدعو لأهله بأمر من الله عز وجل.
قُدِّرت مساحته في العهد الأول 80 مترًا مربعًا، وأول من وسَّعه معاوية بن أبي سفيان، ثم جرت عدة توسعات حتى بلغت مساحته تقريبًا 180 ألف متر مربع، ويتوقع أن تصل مساحته إلى 30 ألف متر مربع.
وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بلغ مجموع ما ضُم إلى البقيع مساحة 5,929 مترًا مربعًا، وفُتح بابان من الجهة الشمالية إضافة للبابين الغربيين، وفي عام 1390هـ أحيط بسور خرساني، وأنشئت طرق إسمنتية داخله.
وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله جرت توسعة البقيع من جهتي الشرق والغرب، وأحيط بسور ارتفاعه 4 أمتار بطول 1,700م، وأنشئت بوابة كبيرة في الجهة الغربية، وأقيم فيه مبنى خاص لتجهيز الجنائز، وبلغت مساحة البقيع بآخر توسعة 180 ألف متر.
زيارة البقيع متاحة للرجال والأطفال، ويحسن زيارتها بعد الصلوات المفروضة، ولزيارة القبور آداب شرعية لا بد للزائر من الحرص عليها، وقد وضعت في البقيع لوحات إرشادية، ومما يجدر التنبيه إليه تجنب رش الحبوب للحمام.