مسجد قباء
أول مسجد بني في الإسلام، وضع حجر أساسه نبينا بيديه الشريفتين، ورفع بنيانه المهاجرون والأنصار، وبيَّن الله فضله بقرآن يُتلى إلى يوم الدين ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾.[التوبة : 108]
من الأماكن التي يقصدها زوار المدينة المنورة، وهي مجموعة من المساجد الصغيرة، بنيت بالقرب من موقع غزوة الخندق، تخليدًا لهذه الذكرى.
هي مساجد بنيت في سفح جبل سلع، حيث وقعت غزوة الخندق (وتعرف أيضًا بغزوة الأحزاب) التي دافع فيها المسلمون عن المدينة ببسالة، ويسمى الحي الآن بـ"حي الفتح"، وله أسماء أخرى متعارف عليها عند الناس، هي: "السيح"، "الخندق"، "جبل سلع".
بنيت هذه المساجد بعد عهد النبي ﷺ وعهد الصحابة تخليدا لهذه الذكرى ولمواقفبعض الصحابة الذين كان لهم دور بارز فيها، وسميت المساجد بأسمائهم. وقد بنيت في أزمنة مختلفة وجددت في القرون اللاحقة، ورممت في العصر الحالي.
اشتهرت هذه المساجد لدى السياح بـ"المساجد السبعة"، وهي تسمية حديثة نوعًا ما، وكانت تسمى قبل القرن الرابع عشر بـ"مساجد الفتح"، ولم يكن عدد المساجد سبعة بل كانت ستة مساجد، لكنهم أضافوا مسجد القبلتين ضمن الخطة السياحية لزيارة هذه المساجد؛ لقربه من هذه المساجد نسبيًّا، فاشتهرت المساجد بالمساجد السبعة، وبعضهم أضاف بدل مسجد القبلتين مسجد الراية فوق جبل ذباب؛ لأنه أقرب من مسجد القبلتين، ولارتباطهبأحداث غزوة الخندق، وبعضهم يضيف مسجد بني حرام بدلهما.
ومهما يكن من أمر فلا شك أن غزوة الخندق وقعت في هذه المنطقة، ويزورها الناس زيارة سياحية ليتذكروا تلك الأحداث التي مرت بالرسول ﷺ وصحابته الكرام وأظهرت صدق ثباتهم وظنهم بربهم عز وجل، وشهدت بشريات النبي ﷺ لأمته بانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية.
الباقي من هذه المساجد في مكان غزوة الخندق خمسة مساجد، فقد تهدم مسجد أبي بكر الصديق وأزيلت أنقاضه.
وقد قيل إنه بني في الموضع الذي دعا فيه الرسول ﷺ ربَّه لكي ينصر الله المسلمين يوم غزوة الخندق، وهذا الموضع فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وورد في خبر: "أن النبيﷺ دعا في مسجد الفتح ثلاثا: يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه".
والبناء الحاليللمسجد مبني بحجر البازلت والجير، وهو يتكون من إيوان طوله من الشرق إلى الغرب حوالي 50,8 متراً وعرضه حوالي 50,3 مترًا ويبلغ ارتفاعه حوالي 50,4 مترًا، وفي وسط حائط القبلة وعلى محور المبنى أقيم محراب صغير. ويطل الحائط الشمالي للإيوان على رحبة صغيرة مسورة طولها من الشرق إلى الغرب 50,8 مترًا وعرضها 50,6 مترًا. وهو أكبر المساجد السبعة.
وهو الصحابي الذي أشار للنبيﷺ بعمل الخندق الذي سميت الغزوة باسمه، وذلك لحماية المدينة من هجوم الأعداء.
يتكون المسجد من رواق مستطيل وسقف على شكل قبو دائري، أما حوائط وسقف المبنى فهي من حجر البازلت، ويبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب حوالي7أمتار ومن المشرق إلى المغرب حوالي 8,50 مترًا.
يقع على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل، ويتكون من ساحة مستطيلة حوائطها من الحجر البازلت، يبلغ طول المسجد 8,5 مترًا وعرضه 6,5 مترًا.
بني المسجد على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة، وهو يرتفع عن الأرض ثماني درجات، وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح.
يتكون المسجد من أرض مستطيلة محاطة بسور بارتفاع حوالي مترين وليس عليه سقف، وطوله من الشرق إلى الغرب 6,2 مترًا ومن الجنوب إلى الشمال 3,35 مترًا ومساحته من الداخل 2,21 مترًا مربعًا.
وفي عام 1428، بني جامع بجوار تلك المساجد لحاجة المنطقة إلى جامع يصلي فيه أهل المنطقة والسياح، وقد أقيم على أرض مساحتها 4,237 مترًا مربعًا، ويتسع لنحو 2,000 مصلٍ في قسم الرجال و500 في قسم النساء، كما يضم ساحات خارجية تتسع لنحو 500 مصلٍ، إضافة إلى مرافق تخدم المسجد.
تقع المساجد السبعة شمال المدينة المنورة، وتبعد عن المسجد النبوي قرابة 2 كلم، وهي مهيأة لاستقبال الزوار على مدار اليوم.
أول مسجد بني في الإسلام، وضع حجر أساسه نبينا بيديه الشريفتين، ورفع بنيانه المهاجرون والأنصار، وبيَّن الله فضله بقرآن يُتلى إلى يوم الدين ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾.[التوبة : 108]
من أهم المساجد التاريخية في المدينة المنورة، أكرم الله فيه نبيه وأرضاه وحقق رجاءه ومناه، بتحويل قبلة صلاته من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فقرت عينه بوحي ربه: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ . [البقرة - 144]