الفخار
تعدّ صناعة الفخار من أقدم الحرف في تاريخ البشرية، وتميزت في المدينة المنورة لتوافر المواد الأولية لصناعتها في الأودية من الماء والتربة الناعمة.
حرفة مرتبطة بالتصميم الجمالي لواجهات المباني والمنازل، تتعلق بصناعة وتجهيز تصاميم الرواشين التي تميزت بها بيوت المدينة المنورة قديمًا.
حرفة صناعة الرواشين هي حرفة يتميّز بها النجارون في صناعة "الرواشين" وهي مفردة معربة من المفردة الفارسية "روزن" والتي تعني "النوافذ"، وعرفت في المدينة المنورة بنوع من النوافذ مصممة بتصميم مميز وجمالي لتجميل واجهات المباني، يظهر من خلالها مهارات النجارين في استخدام القطع الخشبية والأفاريز المائلة.
تتكون الرواشين من الخشب الذي يُصمم عن طريق الحفر والنقش عليه لتصميمها في واجهات المباني. وتتميّز بعض الرواشين بأجزاء بارزة لتسهيل دخول الهواء ووضع المياه وآنية الفخار عليها لتبريد المياه وتلطيف الأجواء للجالسين على دكة الروشان، وهذه الأجزاء تسمى بـ (الغولة) أو المشربية.
عرفت الرواشين قديمًا في المدينة حيث كانت تعبّر عن المستوى الاقتصادي لأصحاب البيوت، وكان لها أثر في وجود نسق جمالي لحارات المدينة؛ وذلك بانتشار الزخارف والنقوش التي ظهرت على تيجان الرواشين وشرفاتها وقواعدها.
وقد اعتمد النجارون في المدينة قديمًا على شراء الأخشاب وصناعة الرواشين المزخرفة منها والشيش للأبواب والنوافذ وحواجز البلكونات المطلّة على الشارع.
مع انتشار التصاميم المعمارية الحديثة اليوم، إلا أن الرواشين لا تزال حاضرة في البيوت القديمة في المدينة المنورة ليكونذلك شاهدًا على مفاهيم التراث العمراني للمدينة، ومرجعًا للمهتمين بالعمارة المدنية، وقد اعتنت الجهات المسؤولة في المملكة بهذه الحرفة للمحافظة على هذا الإرث وتطويره.
ويتميّز سوق سويقة في المدينة بوجود المنتجات الخشبية التي تحاكي ما كان عليه حال العمارة المدنية القديمة، وقد اهتم المسؤولون بإقامة الدورات في صناعة الرواشين من خلال معامل العينية برعاية "بنك التنمية الاجتماعية"، و"نماء المنورة".
تعدّ صناعة الفخار من أقدم الحرف في تاريخ البشرية، وتميزت في المدينة المنورة لتوافر المواد الأولية لصناعتها في الأودية من الماء والتربة الناعمة.
حرفة موجودة في كل الأمم والعصور، تختلف باختلاف طبائع أهلها وعاداتهم، ارتبطت بأهل المدينة منذ القدم وتميّزوا في تنوّع إنتاجهم منها.